أنا من عليه أن يكون القط
دوشنبه 9 مهر 1403
بازدید: 0
حين وصل الأب كان الجميع قد تناول طعام الغداء. فجلس في مكانه على طرف المصطبة وسحب الطشت.
فتح صنبور الماء داخل الطشت وخلع حذاءه وجواربه. غسل يديه ووجهه بنفس الماء الذي الذي كان ينسكب في الطشت ونظّف شعره.
أغلق صنبور الماء ووضع قدميه داخل الطشت وابتسم وقال: «قدما المرء أهم أجزائه. أشعر الآن براحة في كل أنحاء جسمي.»
وضعت جدتي الطبق في مكانه على الأرض؛ الطبق المدوَّر المفروش أسفله مفرش طاولة ووضعت جدتي وسطه وعاء مرق اللحم. ورتّبت حوله صحن من الخضراوات والبصل المقطع لأربع وكأس فخار من اللبن الرائب ومملحة وفلفل وخبز يعلو وجهه السمسم.
تمنيت أن أجلس مرة أخرى وأشاهد جدي وهو يأكل مرق اللحم. قلتُ: «جدي العزيز، تفضل وتناول مرق اللحم قبل أن يبرد.»
ضحك وقال: «خذ المملحة واعطها لجدتك وقل لها أن تضع السمّاق بجانب مرق اللحم وليس الملح!»
ركضتُ وأخذتُ علبة السماق الصغيرة من جدتي وأحضرتها لجانب الطبق. شطف جدي رجليه تحت الصنبور ولبس الخف.
حمل الطشت وأفرغه بجانب حديقة المنزل. لم يتبلل أي شيء سوى الخف وتراب حديقة المنزل.
جلس على المصطبة تحت عريشة العنب. سحب الطبق للأمام وقال: «عزيزي، الماء يصنع المعجزات. لقد غسل الماء الآن كل تعبي ولم أهدر أي قطرة.»
جعل يده اليسرى داخل كيس الخبز وقطع بيده اليمنى لقمة من الرغيف. جذاب جداً، فقد جعلها على شكل ملعقة وأخرج بها قطعة لحم من داخل الوعاء. بلل قطعة الخبز بمرق اللحم. أخذ دسم اللحم يقطر من جوانب اللقمة داخل الوعاء. رغم أنني كنتُ شبعان لكن لعابي سال. أعطاني جدي لقمة لي وأخذ لنفسه لقمة أخرى. قفز قط منزلي أليف من أعلى الجدار وجلس بشكل مؤدب أمام جدي. لم تكن يد جدي قد وصلت لفمه حين قال القط «مياو».
نظر لي جدي وضحك. رمى اللقمة أمام القط وأخذ لقمة أخرى لي. كنتُ قد وصلتُ حد التخمة على الغداء لكني لم أستطع أن أمتنع عن هذه اللقمة. ما إن شرع جدي باللقمة التي تليها كان القط قد أنهى لقمته وأخذ يمرر لسانه حول فمه وقال: «مياو». عاد جدي ورمى لقمة أخرى للقط فأكل القط اللقمة بسرعة وألقى نظرة رجاء على جدي وقال: «مياو».
ألقى جدي نظرة عليّ بينما كنتُ أمضغ الريحان ونظرة أخرى على القط الذي لا يزال ينظر لطبق مرق اللحم، فضحك ودفع الطبق لأمام القط وقال: «أيها القط، كأنكَ أكثر جوعاً مني، هذا الطبق لك والآن أنا من عليه أن يقول مياو!»
لم أستطع أن أوقف ضحكتي. وكأنَّ القط لم يعجبه ضحكي فتراجع قليلاً ثم عاد من حيث جاء مع سماع صوت جدتي قادمة باتجاهنا وهي تصرخ على القط.
نظرت جدتي باتجاه جدي معترضة وقالت: «ما تقوم به هو ما يجعل هذا القط يتمادى! هؤلاء القطط لا يخجلون!»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.