بيت الجدة

ضحكنا أنا وجدي وجدتي كذلك ذهبت وهي تعرج لتحضر خرطوم الماء من الطرف الآخر من الفناء. أشار لي جدي فذهبت مسرعاً وأخذتُ الخرطوم من يد جدتي وسحبته باتجاه صنبور الماء. قالت جدتي: «حفيدي العزيز لدينا ضيوف مساء اليوم وعليَّ أن أنظّف الفناء.» فقلتُ لها كحفيد عاقل يسمع الكلمة: «جدتي، لاداعي لأن تقومي بأي عمل، سأقوم بتنظيف الفناء بنفسي.» ووضعتُ الخرطوم في فوهة الصنبور وفتحتُه حتى نهايته. قالت جدتي بغضب: «أغلق الماء! أغلقه!» ولم تنتظرني بل انحنت بنفسها وأغلقت الصنبور.

بينما كانت تغلق الصنبور قالت: «يا ولد، أولديك نية أن تغضب الله؟ إن كنت تريد مساعدتي فأحضر هذا الطشت واملأه بالماء وتعال خلفي.»

ملأتُ الطشت بالماء وسحبته لأمام جدتي. بللتْ المكنسة بماء الطشت وأخذتْ تكنس الفناء. انتشرت رائحة التراب المبلول في المكان. كانت جدتي تكنس المكان بصبر كبير وأنا أسحب الطشت خلفها وأدفعه للأمام. كل بضع خطوات كانت تبلل المكنسة من أجل تنظيفها ومن أجل ألا يمتلأ المكان بالغبار.

تناول جدي اللقمة الأخيرة من الصحن وكأن الصحن لم يكن به طعام مطلقاً. رفع سفرة الطعام ورمى بفَتات الخبز والخضراوات في زاوية حديقة المنزل. وبينما كان يطوي غطاء السفرة التفت إليَّ وقال: «أكل القط نصيبه من الطعام وهذا نصيب الطيور منه.»

وضع غطاء السفرة داخل الطبق. أخذتُ الطبق والصحون وحملتهم ووضعتهم في زاوية المطبخ. كنتُ سعيداً أني سأستمتع ليلاً مع أولاد الضيوف. من شدة الحماس ذهبتُ وكتبتُ جميع واجباتي المدرسية لأتمكن من اللعب معهم مساءً مرتاح البال.

حين أنهيتُ وظائفي ذهبتُ للفناء. كانت جدتي قد نظفت الفناء ككف اليد. هناك رائحة ندى؛ لكن لم يكن هناك أي مكان مبلل.

قبيل الغروب جاء الجميع لمنزل الجدة؛ الأعمام والعمات مع زوجتاهن وأزواجهن وأولادهم. انشغلت النساء بإعداد طعام العشاء وانشغل الرجال بالأحاديث والكلام وتفسير أخبار التلفزيون.

نحن الأولاد جلسنا حول بعضنا وانشغلنا بالأحاديث الطفولية. أحضرت أمي وعاءً ومقصاً صغيراً وأعطتني إياهما وقالت: «اذهب واقطف من حديقة المنزل بعض الخضراوات واعطها لزوجة عمك. اقطف الكرّات والنعنع والريحان والبقلة.»

أخذتُ الوعاء وجلستُ مكرهاً على طرف الحديقة. صاحت أمي من الطرف الآخر من الفناء: «إياك أن تقطعها من جذورها.» كنتُ قد رأيتُ مسبقًا كيف تقطف جدتي الخضراوات فملأت الوعاء منها.

كذلك جاء بقية أطفال العائلة وجلسوا على طرف الحديقة وأخذنا نأكل أكثر أوراق البقلة والريحان طراوة. جاءت زوجة عمي وصرخت فينا: «لا أحد يأكل الخضراوات غير المغسولة ستمرضون. خذها وضع فوقها الماء واتركها لتتبلل.»

فاحت رائحة الكباب الشامي. ملأتُ الوعاء بالماء ووضعتها بجانب حوض غسيل الصحون وعدت للفناء عند بقية الأولاد لنتابع اللعب.

منزل الجدة مناسب جداً للعبة شرطة حرامية. لعبنا حوالي الساعتين. نادتنا العمة: «يا أولاد، تعالوا واغسلوا أيديكم ووجوهكم فقد حان موعد طعام العشاء.»

كانت قد سحبت خرطوم الماء لطرف الحديقة فغسلنا أيدينا ووجوهنا.

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.