تلعثم كاووس

ذهبتُ أنا وصديقي كاووس لبيت صديقنا رضا لندرس معًا. كان كاووس أكثرنا اجتهادًا وأدباً وسكوتاً وخجلاً بالإضافة إلى أنَّ خطَّه أجمل من خطّوط الجميع. لكن في الحقيقة لديه تلعثم خفيف في كلامه وهذا ماكان يمنعه من إعطاء الإذن لنفسه بأن يثبت وجوده. نحن أيضاً لم يكن دورنا حياديًا فقد كنا نسخر منه أحياناً. إلا أنَّ كاووس لم يكن يقول شيئاً بل على العكس كان يُخجلنا بابتسامته.

دخلت والدة رضا بطبق مليء بصحون الرمّان فتظاهرنا بانشغالنا الشديد في الدراسة ولم نرفع رأسنا عن الكتاب لدرجة أنَّ والدته المسكينة لم تسمح لنفسها أن ترفع صوتها أثناء الكلام. سألت بهدوء شديد: «لماذا تأخرتم في المجيء؟» قال كاووس: «للللقد اننننفجر صصصنبور ماء.» أخذت والدة رضا العنوان الدقيق للمكان الذي انفجر فيه الصنبور واتصلت بطوارئ الماء.

كانت قد أعدّت لكلٍّ منا حبة رمان ووضعتها في وعاء. أكلنا أنا ورضا الرمان؛ رمان رطب وذو مذاق لفّان (حلو وحامض). بقي وعاء كاووس المليء بحبات الرمان الأحمر. الشخص الوحيد الذي كان يدرس بالفعل هو كاووس. قالت والدة رضا: «عزيزي لماذا لا تأكل رمانتك؟ كُلْ فالرمان فاكهة الجنة.» احمرَّ كاووس من الخجل وقال: «كَ كَ كثير...» قاطعت والدة رضا كلامه وقالت: «كُلْ يا عزيزي كُلْ.» أكلَ كاووس بمقدار ملعقة وعاد لدراسته.

كانت أمي تعرف أنها لو خرجت من الغرفة فلن ندع كاووس وشأنه وسنأكل كل رمانه، فأخذت الكتاب من يد كاووس ووضعته جانباً وقالت: «عزيزي كاووس، عليكَ أولاً أن تأكل الرمان ثم تعود للدراسة.» احمرَّ كاووس مرة أخرى وقال: «حَ حَ حَ حَامض كَكَكَكَكَ ...» لم تدع والدة رضا كاووس يكمل كلامه وأجبرته أن يأكل رمّانته. أكل كاووس الرمان لكنه تعرَّق من شدة الخجل. يأتي من الشارع صوت عمّال الصرف الصحي. أعدَّت والدة رضا الشاي لهم ودعتهم لداخل الفناء. قال رئيسهم: لو لم تتصلي لتم هدر كمية من الماء تعادل استهلاك شهر كامل لكل الحيّ ثم نظر لنا وقال: «احفظوا رقم طوارئ الماء وكلما رأيتم تسريب اتصلوا بنا.»

ودَّعنا كاووس وانشغلنا نحن بالدراسة مجدداً. جاءت والدة رضا كي تجمع الأطباق. انحنت وجمعت حبات الرمان التي كانت قد سقطت على الأرض وقالت: «لايجب أن نهدر ولا حبة رمّان واحدة فهذا ذنب.» ونفخت على الحبات وألقتها في فمها. أمسكت بوعاء كاووس. كان قد بقي أربع خمس حبات في الوعاء. ما إن وضعت الحبات في فمها حتى تغيَّر لونها وانكمشت ملامحها. أطبقت شفتيها على بعض بإحكام وألصقت لسانها بسقف حلقها. كانت تُسمع أصوات أنفاسها التي تعبر من بين أسنانها. جلست على الأرض ووضعت يدها على رأسها وقالت: «جُعلتُ فداءك يا عزيزي! جُعلتُ فداء ظلمك يا كاووس! كم هذا الرمان حامض لقد انثقب لساني!» وبدأت بالسعال.

لقد فهمنا للتو لماذا كاووس المسكين لم يكن يأكل الرمان وماذا كان يريد أن يقول. انتشرت القصة في المدرسة في اليوم التالي. طلب كاووس من المعلم أن يكتب جملة على السبورة. كتب كاووس بابتسامته المعتادة وبخط جميل: «أنا أصبر كي تضحكوا أنتم، أنتم أيضاً اصبروا كي أتكلَّم أنا.»

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.